Archive for the ‘من أحرف’ Category

..إذاً ..هنيئا لعظماء المستقبل..

جويلية 22, 2008

حينما تكون هذه المباني لا للفقراء بل لتجمعات الخونه من العماله
يغيب أنظارنا عما يفعلونه خلف هذه البنيان
عماله من بائعين وسائقين جنسيات مختلفه “حثالة ليست من المجتمع
حيث يكون نظرهم الأفلام وسمعهم الموسيقى المزعجه وشرابهم ومأكلهم المخدرات والحشيش
وتكون الضحيه مَن؟!
أطفالنا ..
تُنقل لهم الأفكار الماجنه والخليعه لعقولهم البريئه
أذكر مرة أني شاهدت برنامج عن هؤلاء العماله ..
يخصص يوم في الأسبوع وهو الجمعه “بما أنه اجازة للعماله
لبيع السي دي وأي سي دي بخمس أو أربع ريالات حيث تكون التجارة الرابحه لهم والخسارة الفاضحه لنا

يحملونه خفيه للأطفال ..أفلام ..حشيش ..يغرونهم بأي شي
ماصدمني حقا استغلال هذه العماله للأطفال مابين التاسعه والثانيه عشر لترويج  لهم الحشيش دون “مقابل
غير أفعال الجنس التي يرونهم ..
نعتقد اذا كان لدى طفلي سائق له مخصص بأني رفهته ووفرت له الحريه
غير أننا نجلب لهم الدمار

عجبا  كثيرا هي شكاوينا عن المجتمع وأنه وأنه
ونحن غافلون عن السم الخفي الذي يسري بمجتمعنا
اذا كان هذا الطفل يُبرمج عقله من قبل هذه العماله .. ماذا سيصبحون غدا ..
فجارا فساقا لا مبادئ لا قيم لا حياء ..إذاً ..هنيئا لعظماء المستقبل..

رغم كونه …………..

جويلية 12, 2008

هنا وهناك ،، أصوات تتعالى ..
كلٌ يريد أن يكسب زبونه
أشياء اعتياديه ،،ركن للحلي وركن للنحت وآخر للتحف
لم يجذبني أن أستمتع بها سوى أنني أشاهد فقط
أمتار قليلة تبعدني عن تلك الضوضاء
مسجد عظيم ،،تحوم حوله الحمامات
مشهد رائع ،،
تركن احدى زواياه قطعة خشبية استندت على عصيان من الخشب
تعلوها دوائر صغيرة مسطحة من البلاستيك أو ماشابهه
كيسة من قش تحوي كيلوّات من القمح
تجاور شيخا في الستين أو السبعين من عمره
أياد تُمد لذلك العجوز الهادئ ..لكن يبدو أنها ليست صدقات ،،

بلغة ما يومئ لهم ويقدم صحن القمح لإطعام “تلك الحمامات” ..
يشجعه على الاستمرار
رجل يُربّتُ على كتفه المنهك ،،
وكلمة ثناء من امرأة ،، وتنافس الأطفال من يطعم أكثر ..
مشاعر تُرجعه آخر النهار الى منزله وهو حامل ليرات قليله
لكن ،، بملايين المشاعر الرائعه والراحة النفسية ..

رغم كونه……….. أعمى ..

لتصعد روحك النقية

جويلية 8, 2008

في ذلك الحي الشعبي تركن زاويته شقة بل أجدر بأن تكون صندوق حثالة ..

حجرتين لاتصلح لعيش انسان ..

صوت متعجرف ممزوج بالظلم ينبح على أولئك الأطفال الخمسة عشر..

في تلك الحجرة الصغيرة ..حدّة صوته أعتقد بأنه يؤدي الى الصمم..

أولئك الضعفاء اعتادوا على ذلك الصوت

يقوم الواحد تلو الآخر الى أن تفرغ الحجرة ..

دورة مياه لاتكفي لشخص ..

تلك الحنفية التي لا تسمع الا صريرها لكن لا فائدة.. صرير بدون ماء..

يخرج محمد :ياعم لقد نفذ الماء ..

-ماذا ؟!!!وهل تجرؤ بأن تحدثني بهذا الأمر وما شأني بكم !!

– لكن! كيف نغتسل؟!!..

لم يكمل حديثه الا “ولطمة ”  أودته طريحا خارج الشقة..!

:ألم أقل لك أنك غير مهذب ألم يربوك أهلك؟

لا أراك الا وقد جمعت المبلغ ..اذهب بسرعة..

أسنان الاطفال تكاد أن تتكسر من شدة الخوف ..

اعتادوا على هذه المناظر .. لكن .. براءة الطفولة تجعل الموقف أكبر مما يروه ..

يخرج كل واحد منهم وقد أخذوا مسجلا صوتيا مقززا من فم ذلك المتعجرف

..تهديدات وويلات ..

روتين قاتل من صبيحة اليوم حتّى الغروب..

لقد قلبت الشمس بشرتهم وأحرقتها ..

بعد أن لملم شتات جسده وترك روحه في كل مكان ،

طفل نكرة لايعرف عن الحياة سوى جمع النقود

لذلك الظالم ولن تلقى نصيبك وحصتك

إلا من تلك القمامه تشارك القطط فتات الطعام ..

حياة ..بلا روح ..بلا عاطفة ..بلا حقوق ..

حياة كلها.. جوع .. مرض ..جمع نقود بلا فائدة ..ظلم ..ويأس..

-أحمد كم مرة نبهتك ألا ترد عليه ..

دموع تغسل الغبار عن وجهه : لم أقل الا الحقيقة

يومئ رأسه موافقا :أعلم .. لكن تعلم نفسية ذلك الظالم ..

محمد هذا طفل من الخمسة عشر يكبر أحمد بخمس سنين ..

يبدو أن عمره في الثالثة عشر ..

لكن هو شيخ من التجارب التي واجهها ،

محمد طفل نادر استفاد ممن حوله ..

يتجه الطفلان منكسران لتلك الشوارع الغاصة بالزحام ،

حركات وهمية وكاذبة ..ذلك يزحف وآخر يوهم الآخرين بفقدانه ليده ..

ومشاهد تدمي القلب ..

فجـــــــــــأة ..!

رعب كل المتسولين ..

تخرج سيارة ..أصوات تتراسل : بلدية ..بلدية ..

تفرق جسدي في أقل من اللحظة..

أجساد قد نجت وأجساد زجت في تلك السيارة ..

دموع أطفال ، وصرخات وتبريرات .. تذهب السيارة ..

يخرجون مرة أخرى الأطفال ويكملون عملهم ..”عجبا لم يتعظوا من ذلك الموقف..

لكن .. يبدو أن الظروف أجبرتهم ..

أحمد يلتقي بصالح : أين محمد ؟

-لا أعلم !

-اذا أين الباقين ؟

بأسى :قبض اليوم على ثلاثة ..

-ياإلهي أعانك الله يامحمد أنت المسؤول عنا..

يكملون المشوار،،

ولكن .. أحمد لم يكن في وعيه !

حل الغروب ..

موعد الرجوع للجحيم ..

يبدأ الأطفال قبل الرجوع بجمع الحصة التي نالوها

ومناظر محزنة ..منهم من لم يكمل الحساب المطلوب

ومنهم من نال أكثر من المطلوب

ومناظر أولئك الذين يشحذون من أصحابهم

الظافرين على الكثير كي يحصلوا على الأقل حد المطلوب

يرجع الأطفال للشقة ..

عصاة تضرب يد .. كل هذا انتظار ووعيد للأطفال يدخلون وكلهم انتكاسة ..

طاولة خشبية لم تكن للطعام بل ليضع كل طفل ماظفر ..يجمع المتعجرف ماحصل

ويلكم من أنقص المطلوب ويصفع من أضاع صاحبه

ويضرب من اشترى لنفسه فقط “قارورة ماء!

يدخل الأطفال الحجرة وقد غرقوا بالبكاء وتلك الجروح الطفيفة ..

أحمد كان جرحه أعمق من الباقين كان جرحه “داخلي” كل هذا يفكر في محمد

هل أُخذ؟ أم هرب ؟ أم ماذا ؟

وساوس أهلكته ..محمد أين أنت ؟!صرااااخ داخلي قاتل

في النهاية يتمدد نائما ..الكوابيس لم تدعه يهنأ بنومه

قد يكون النوم هو المتنفس الوحيد لأولئك الأطفال..

يصبح الصباح ويتجه كل طفل للشوارع ،

أحمد اليوم كان كل تركيزه أن يجد صديقه محمد

لم يكن يهمه جمع المال رغم عمله بأنه سينال أشد العذاب ..

هنا وهناك ،يسأل كل الأطفال المتسولين يعرفهم أو لا يعرفهم ..

ياإلهي ..أين أنت ..محـــــــــــــــــمد !!

تجمهر في أحد الزقاق يبدو أن هناك أمر ما ..

بفطرة الإنسان حب “التطلع” ..

يذهب أحمد مسرعا..ليرى طفلاً ممداً..

وأطفال ينحبون .. شوشرة مخيفة ..

يدخل بين الأطفال .. ليجد الصدمة ويخر على جسد محمد ولسان حاله يقول :

لتصعد روحك النقية ..

لرب يرحم البرية ..

ويعوضك عن حياتك الدنية ..

بجنة كلها حـــــــرية ..